الصفحة الرئيسيةمقالات

تجديد الإيمان: تجديد الحب

“لآ إله إلا الله” تجدد الإيمان، نعم، فما الإيمان؟

أقصد: ما هي مادة الإيمان التي يجددها الإكثارُ من قول “لآ إله إلا الله”؟

روى الطبراني عن عبد الله بن عباس مرفوعاً: “أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللهِ وَالْبُغْضُ فِي اللهِ”. وفي رواية للإمام أحمد عن البراء بن عازب قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “أي عرى الإسلام أوسط” (خَيْرُ) ؟ فقالوا: الصلاة. قال: “حَسَنَةٌ وَمَا هِيَ بِهَا”. قالوا الزكاة. قال: “حَسَنَةٌ وَمَا هِيَ بِهَا”. قالوا صيام رمضان. قال: “حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ”. قالو الحج. قال: “حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ”. قالوا الجهاد. قال: “حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ”. قال: إِنَّ “أَوْسَط عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ وَتُبْغِضَ فِي اللهِ”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا. أَوَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ بَيْنَكُمْ”.

ولا يُكْتَسَبُ الإيمان، أعني المحبة، إلا بالتربيَّة كما ربَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحابته، ولا تربيّة إلاَّ بيد من أُوتِيَ مفاتيحها النَّبَوية، وأهم مفاتيحها محبوبيةُ حاملها واستعداد الْمُرَبَّى للتحلي بشُعَب الإيمان.

وإذا كانت الأخلاق النبوية هي الفيضَ الغامرَ الذي يسقي القلوب بخيراتها، فإن المحبة هي الوديان التي تصل المنبع النبوي المبارك بمصبِّه في هذه القلوب تَمُدُّها بالمقسوم من أرزاقها.

الحب في ذات الله دِينٌ مِن الدين يَدِينُ به العبد لربه، ولو كان مرادِفٌ يصلح رديفاً للفظة: “دِين” لكان هو “الْحُبّ”. حُبُّهُ عزَّ وجلّ، والتحابُّ فيه عزَّ وجل.

“المرء على دين خليله”: طريقُه من طريقِه، وغايتُه عَيْنُ غايتِه، وحصادُه من جنس حصادِه. وهو، أقصد دينَ أيِّ خليل، إن ظَلَّلَه رضا الله تعالى قَبَسٌ مِنْ فيضِ نور نبيه الكريم، وهو، إلاَّ يَكُنْ، ظلمةٌ من حالكِ الظلمات والعياذ بالله تعالى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى