الصفحة الرئيسيةمقالات

وظيفة النبوة

أَعْلَمَنَا ربُّنا عز وجل وعلَّمَنَا أنه بعث رسوله تالياً لآياته مُزكيا لعباده مُعَلِّماً إياهم، وأنه صلى الله عليه وسلم نعمةٌ عظيمة ذَكَّرَنَا سبحانه بما ينبغي أن نقابلها به مِنْ ذِكْرٍ له تعالى وشُكْرٍ ليزيد من نعمه علينا فَيَذْكُرَنَا هو سبحانه: “كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ” (البقرة: 151).

وجاوز سبحانه بالمؤمنين مجرد تذكيرهم بوجوب شكر هذه النعمة إلى الْمِنَّةِ بها عليهم: “لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُومِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ اَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ” (آل عمران: 164).

مِنَّةٌ عظيمة على عامّة المؤمنين سابِقِهِم ولاحِقِهم: “هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ، وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُوتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ” (الجمعة: 2-4).

فأما السابقون ففازوا بالصحبة المباشرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما الآخَرون الذين ﴿لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ فنَسَبَهُم المولى تعالى إلى ﴿الاُمِّيِّينَ﴾: ﴿مِنْهُمْ﴾، وَعَطَفَهُمْ عليهم ليسري على هؤلاء ما سرى على أولئك السابقين بإيمان، وشرَّفَهُم النبي الشَّيِقُ بِأُخُوَّته لهم: “وَدِدْتُ أَنِّي رَأَيْتُ إِخْوَانِي”. قالوا: أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: “بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِي؛ وَإِخْوَانِي الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ” (رواه مسلم).
ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُوتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ“.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى